جولتنا السياحية اليومية داخل أحد الأماكن التاريخية، التي تمت توثيق الأحداث التي حدثت بها بالرغم من تفاوت العقود والأزمنة عليها وهي في مقام مهسوري في لنكاوي بماليزيا.

لدي هذا المقام شهرة كبيرة وسط جميع أنحاء ماليزيا، ويعرف قصته العديد من الماليزيين المحليين والأجانب على حد سواء، ولقد صنع من قصته العديد من القصص والمسرحيات الفنية التي تروى الأحداث التي حدثت به، لذا أصبح مصدر جذب للألاف الذين يريدون أن يروا الأحداث التي وقعت في هذا المكان.

وسنأخذكم في رحلة قصيرة إلى مقام مهسوري في لنكاوى بماليزيا من خلال السطور القادمة للتعرف على هذا المقام جيداً، ومعرفة جميع التفاصيل التي حدثت فيه.

الموقع الجغرافي لمقام مهسوري في لنكاوي بماليزيا

يقع المقام في جزيرة لنكاوي الماليزية، ويبعد عن ولاية قدح حوالى 12 كيلو متر.

وتبعد جزيرة لنكاوي عن العاصمة الماليزية كوالالمبور حوالى 50 دقيقة بالطيارة.

وتعد جزيرة لنكاوي جزيرة في عرض الماء يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب المائية.

نبذة عن مقام مهسوري في لنكاوي بماليزيا

ترجع شهرة المقام إلى ارتباطه بأسطورة قد عرفتها ماليزيا منذ القديم من الزمن تحكى هذه الأسطورة، أنه كانت هناك فتاة حسناء فائقة الجمال مسلمة الديانة تعيش على جزيرة لنكاوي، وكان هناك العديد من الفتيات الذين يغيرون منها ويحسدون جمالها، وكانت هي متزوجة من أحد الرجال الموجودين على الجزيرة، وعندما تركها هي وطفلها الصغير في الجزيرة وحدهما وذهب إلى أحد الغزوات، استغلوا الحاقدين والحاسدين ذلك فأعدوا لها المكايد حتى يتم اتهامها بالزنا، حيث عندما رجع زوجها من الحرب وجدوا بنات القرية يتهامسون فيما بينهم وبين بعضهم ويتناقلون العديد من الأخبار الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة، عن ما فعلته مهسوري من أفعال شنيعة ومخجلة في غياب زوجها،

 وكانت النتيجة أنها أتهمت بالزنا، وحكم عليها بالإعدام ظلماً، وعند تنفيذ حكم الإعدام فيها، تم الإعدام بطريقة وحشية جداً، حيث تم تعليقها واقفة في شجرة، وقام أحد سكان القرية بغرس خنجر في رأسها، وتركت هكذا تتألم وتنزف حتي ماتت.  

وفقا لما جاء في الأسطورة، سال الدم من جسدها أبيض اللون وليس أحمر، ليكون هذا بمثابة دليل جازم على أنها بريئة من التهمة التي قد لفقت إليها، وفي اللحظات الأخيرة المتبقية لها على قيد الحياة قامت بلعن الجزيرة وسكانها، ودعت ربها أن تظل الجزيرة مهجورة لمدة سبع أجيال متتالية.

فحقق الله طلبها وأصبحت الجزيرة مهجورة بعد أن كان يدب فيها الحياة، لمدة طويلة من الزمن، وبعد مرور الزمن عليها، ونظراً لما تتمتع به الجزيرة من موقع جغرافي ممتاز يسهل الكثير على التجار في نقل البضائع، رجعت الجزيرة مرة أخرى إلى الحياة، ولقد تم تطويرها على يد التجار، لتصل في النهاية إلى الشاكلة التي هي عليها اليوم.

مقام مهسوري في لنكاوي بماليزيا اليوم

يعد المقام اليوم أحد أهم الأماكن الأثرية التي تجذب الألاف من الزوار بصفة دورية، ليتعرفون على هذا المكان الذى شهد الأحداث كاملة، ويعرفون جميع التفاصيل المتعلقة بالمقام على وجه الخصوص والجزيرة على وجه العموم. 

محتويات مقبرة مهسوري في لنكاوي بماليزيا

لم تقتصر المقبرة على كونها مقبرة تضم رفات مهسوري فقط، ولكنها تضم أيضاً متحف يعطيك نظرة ثاقبة على الحياة القديمة التي شهدتها جزيرة لنكاوي.

بالإضافة إلى قاعة مشاهدة، تعرض لك هذه القاعة فلم وثائقي، يوثق حياة هذه المرأة الطاهرة مهسوري منذ طفولتها مرور بزوجها السعيد، وولادة طفلها وتربيته، حتى مقتلها في النهاية بهذه الطريقة الشنيعة

من الجدير بالذكر في النهاية أن هذه القصة قد حدثت في عام 1952 م ولقد كتب على المقبرة مهسوري ضحية الحقد والحسد، وكانت هذه رحلتنا القصيرة إلى مقام مهسوري في لنكاوي بماليزيا، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذه القصة الحزينة.